المناسبة
حددت القوى الوطنية الأحوازية تاريخ ١٣ يونيو/حزيران الذكرى السنوية ليوم الشهيد الأحوازي، وهو يوم استشهاد ثلاثة رموز نضالية أعضاء اللجنة القومية العليا لجبهة تحرير عربستان وهم محي الدين آل ناصر - عيسى المذخور - دهراب آل ناصر والذي كان في عام ١٩٦٤م رمياً بالرصاص في عهد المقبور محمد رضا بهلوي رئيس دولة الاحتلال الإيراني آنذاك.
أول تنظيم ثوري سياسي
تُعتبر جبهة تحرير عربستان أول تنظيم سياسي ثوري بالمفهوم العلمي في تاريخ نضال الشعب الأحوازي منذ الاحتلال ١٩٢٥م، حيث كانت أشكال المقاومة محدودة ومقيدة بقبيلة او منطقة ولم تتجاوز ذلك الحد، بينما كانت جبهة عربستان بخلاف ما سبقها من تشكيلات فهي لم تحدها منطقة ولا فئة اجتماعية بعينها بل كانت أشمل ومثلت مختلف أطياف الشعب ومناطقه.
ففي عام ١٩٥٦م تأسست الجبهة وتبنت أيدلوجية محدد وتوجه فكري واضح رسمت من خلاله الطريق للوصول إلى هدفها الكبير وهو التحرير والاستقلال من الاحتلال الإيراني، حيث اتخذت جبهة تحرير عربستان الفكر القومي الاشتراكي متأثرةً بمحيطها العربي وبفكر السائد لثورات الوطن العربي حينها وخاصةً أتى ذلك بعد انقلاب حركة الضباط الأحرار على النظام الملكي في مصر ٢٣ يوليو ١٩٥٢م ووصولها إلى سدة الحكم برئاسة محمد نجيب وبعدها استلم الزعيم والقائد العربي جمال عبدالناصر رئاسة جمهورية مصر العربية ٢٣ يونيو ١٩٥٨م.
كما تميزت جبهة تحرير عربستان بعملها التنظيمي الدقيق والمتقن، حيث مزجت بين دورها الثوري المقاوم للاحتلال في الداخل وعملها السياسي والدبلوماسي على الصعيد الخارجي مع العالم العربي والدولي، وهذا ما كسبها ثقة الشارع الأحوازي وبالتالي استحقت أن تكون ممثل الشعب الوحيد في وقتها.
الدعم العربي
لم يُستثنى قطر الأحواز من مشروع الزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر الذي دعم كل الثورات العربية وساندها سياسياً وعسكرياً لنيل استقلالها من الوجود الأجنبي، وقد نجحت أقطار عربية عديد في الوصول إلى استقلالها، ومن بين تلك البلدان استقلال الجزائر ١٩٦٢م ، كما ساند عبدالناصر إنقلاب عبدالسلام عارف في العراق ٨ شباط/فبراير ١٩٦٣م، وعلى الصعيد الأحوازي تشكلت جبهة تحرير عربستان بإشراف مصري كامل حيث هيأت الأرضية والدعم اللازم للقيام بثورة ضد نظام البهلوي في نوفمبر ١٩٦٣م ولكن لم يحالفها النجاح وأخفقت بسب خيانة بعض الشخصيات الأحوازية وعمالتها مع الساواك (جهاز الاستخبارات الإيراني) والتي تم على إثرها اعتقال قادة الجبهة محي الدين ورفاقه ويُقال أن كانا ضمن المعتقلين ضابطين مصريين، والذي تم تنفيذ الإعدام بمحي الدين وعيسى ودهراب رمياً بالرصاص في تاريخ ١٣ يونيو/حزيران ١٩٦٤م.
أسباب تحديد ١٣-٦ يوماً للشهيد الأحوازي
راعت القوى الوطنية الأحوازية عدة عوامل في اختيار تاريخ يوم الشهيد، ولم يكن الاختيار بالامر الهيّن او السهل وخاصةً أن تاريخ نضال شعبنا العربي الأحوازي يزخر بالثورات والانتفاضات التي قدم شعبنا فيها مئات من الشهداء، وعلى سبيل المثال لا الحصر مجزرة الأربعاء السوداء ٣٠ مايو ١٩٧٩ وانتفاضة ١٥ نيسان ٢٠٠٥م، وفِي كلٌ منها راح ضحيتها الكثير من الشهداء من أبناء الوطن البواسل.
ولكن تم حسم تاريخ يوم الشهيد بتاريخ ١٣-٦ لعدة اعتبارات وهي:
* الأسبقية : تعتبر جبهة تحرير عربستان اول تنظيم سياسي ثوري في تاريخ نضال الشعب الأحوازي.
* الحاضنة الشعبية: كسبت جبهة تحرير عربستان الشعبية ثقة الشارع الأحوازي بفضل ما تمتعت به قيادتها من مكانة وسمعة اجتماعية ونضالية بالإضافة إلى الشمولية في النضال الذي لا يختصر على قبيلة أو منطقة بعينها.
* المنهجية الواضحة: تبنت الجبهة الفكر القومي التحرري وهو منهاج واضح غير خاضع لأي شكل من الأشكال لدولة الاحتلال والمُطالِب بتحرير كامل الأرض والسيادة الأحوازييْن.
* القدوة النضالية: مثلت جبهة تحرير عربستان المرجعية النضالية للحركة الوطنية الأحوازية التحررية من ناحية الفكر الثوري القومي.
بقلم: سعـد الكعـبي
عضو المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز